تركوهم للغرق قبالة الساحل المغربي

قبل الساعة السابعة من صباح يوم 29 ماي بقليل، تم اعلامنا بقارب غير صالح للإبحار وبدون محرك، كان قد غادر من شاطئ أشقار (المغرب) مع 11 شخصا، من بينهم امرأتان.

تلقينا المعلومات من أحد أفراد العائلة في المغرب الذي كان قلقا بما أنه مر وقت طويل على أخر إتصال مع القارب. كما كانت حالة الطقس سيئة للغاية والبحر هائج، حيث يصل إرتفاع الأمواج الى 1.3 متر، وتبلغ سرعة الرياح 16 كيلومتر في الساعة.

أخر إحدثيات القارب التي تحصلنا عليها كانت ساعتين قبل انقطاع التواصل. وقمنا بمحاولات متكررة للتواصل مع أشخاص كانوا على متن القارب من أجل الحصول على احداثيات جديدة لكن بدون جدوى، لنقرر لاحقا إبلاغ السلطات.

بعد الثامنة صباحا اتصلنا بالبحرية الملكية المغربية وأرسلنا لهم رسالة إلكترونية لنبلغهم بالوضع. وكان ردهم أنه ينبغي علينا أن نعيد الاتصال بهم في وقت لاحق. مع الساعة 9:30 صباحا اعدنا الاتصال بهم واخبرونا أنهم تمكنوا من اعتراض القارب لكن كان على متنه 10 أشخاص فقط.

فيما أصررنا على أن القارب كان على متنه 11 مهاجرا، فأجابونا بأن أعداد الأشخاص في غالب الاحيان تكون غير صحيحة، وأن الخطأ يكون وارد عند التبليغ بعدد المهاجرين.

أخبرنا بذلك أحد أفراد العائلة، وقال إنه متأكد من وجود 11 شخصا حيث كان مخططا ان يتم نقل 12 شخصا، ولكن في اللحظة الأخيرة بقي شخص واحد بالمغرب. طلبنا منه محاولة الاتصال بالأشخاص الذين كانوا على متن القارب من أجل تأكيد عملية الإنقاذ.

لم نتمكن مع معرفة حقيقة ما جرى الا عند الساعة 3:50 بعد الظهر عن طريق أحد أفراد العائلات. خلال عملية الانقاذ، توقف القارب وسقط الشخص في المحيط الأطلسي، وتم إنقاذ 10 أشخاص وترك شخص واحد في وسط المحيط. وعلى الرغم من المطالب المستمرة من رفاقه المهاجرين الذين توسلوا إلى البحرية المغربية بإنقاذه وعدم الانسحاب من مكان الحادث، واصلت السفينة إلى طنجة غير اَبهة بمصير المهاجر.

وكما كتبنا يوم السبت الماضي على مختلف شبكاتنا بمواقع التواصل الاجتماعي، فإننا نعتبر السلطات المغربية مسؤولة عن هذه الوفاة الجديدة على الحدود، كما نكرر تأكيدنا على أنها لا تملك لا الموارد التقنية ولا البشرية لتنفذ عمليات البحث والإنقاذ أو تنسيقها.